هكذا قال رمسيس الثاني لوزيره هامان أن يبني له برجاً عالياً حتى يرى الإله الذي يقول موسى إنه إلهه وإله العالمين ، وقال له إنه يعتقد أنه لو فعل ذلك فلن يجد شيئاً لأنه يظن موسى كاذباً في قوله : وقالوا إنه وقد وصل إلى هذه النتيجة فإن الصرح لم يبن ، وهذا ما نعتقده ، إذ أن أي بناء في عصرنا الحال يبنا بالطوب والإسمنت – حوائط حاملة – أي بدون أعمدة خرسانية لا يجب أن يزيد عن 6 أو 7 طوابق على الأكثر أي 21 متراً فهو لن يكون مرتفعاً بالنسبة لبعض المسلات التي كانت تبلغ 29 متراً أو تمثاله الذي وجدت بقاياه في صان الحجر ( تانيس ) والذي كان يبلغ ارتفاعه 28 متراً، ولم يكن الاسمنت قد عرف في عصرهم وكان الطين هو المادة اللاصقة في المباني، فلا يزيد ارتفاع بالطوب الأحمر والطين عن 5 طوابق أي 15 متراً فلا يعتبر بناء هائلاً يقنع الناس بعدم وجود إله إذا صعد عليه.
وتبّ بمعنى انقطع ومنه ﴿ تبت يدا أبي لهب وتب﴾ وكذلك تب بمعنى
خسر وهلك وتباً له أي أهلكه الله ، ثم يقرر القرآن الكريم أن كل تدابير فرعون
وأفعاله وما يكيد ليصد عن دعوة الحق كل ذلك ما له الخسران والهلاك ﴿ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ [غافر: 37].
وتصرف فرعون من بناء صرح للصعود عليه للتدليل على عدم وجود إله يذكرنا بما
قاله جاجارين – أول رائد فضاء – وهو سوفيتي ملحد : إذ قال بعد نزوله من دورانه حول
الأرض : لم أر الإله الذي يقول بوجوده المؤمنون


0 التعليقات: