فرعون موسى بين الحقيقة والخرافة الجزء السابع والاربعون

عند أهل الكتاب أن الله قال لموسى عليه السلام أن هارون اللاوي (يعني من نسل لآوي بن يعقوب ) سيخرج ويتلقاك, وأمره أن يأخذ معه مشايخ بني إسرائيل إلى فرعون وأمره أن يظهر ما آتاه الله من الآيات وقال له إني سأقسي قلب فرعون فلا يرسل الشعب معك وأكثر آياتي وأعاجيبى في أرض مصر وأوحى الله إلى هارون أن يخرج إلى أخيه ويتلقاه في البرية عند جبل ( حورب ) فلما تلقاه أخبره موسى عليه السلام بما أمر به الله فلما دخلا مصر جمعا شيوخ بني إسرائيل وذهبوا إلى فرعون وبلغاه رسالة الله إليه قال: من هو الله ؟ لا أعرفه ولا أرسل بني إسرائيل .
قال تعالى في كتابه الكريم:﴿ قال فمن ربكما يا موسى  قال ربنا الذي أعطى كل شيء ثم هدى [طه : 49 ]
أي هو الذي خلق الخلق وقدر له أعمالاً وأرزاقاً وآجالاً وكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ ثم هدى كل مخلوق إلى ما قدره له فطابق عمله فيهم على الوجه الذي قدره وعمله .
فقال فرعون لموسى عليه السلام إذا كان ربك هو الخالق المقدر الهادي وهو بهذه المثابة وأنه لا يستحق أن يعبد سواه فلم عبد الأولون غيره ؟
قال موسى عليه السلام : عملهم منذر بهم في كتاب لا يضل ربى ولا ينسى وهم إن عبدوا غيره فليس ذلك حجة لك .
ثم أن موسى عليه السلام ذكر له عظمة الله وقدرته على خلق الأشياء وجعل الأرض مهداً والسماء سقفاً محفوظاً, وسخر السحاب والمطر لرزق العباد والدواب والأنعام ثم إن فرعون تكبر وعتا وطغى ونظر إلى موسى عليه السلام بعين الازدراء والتناقص قائلاً له ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين ( أي أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر ) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ( أي قتلت الرجل المصري وفررت منا وجحدت نعمتنا ) , ثم أن موسى عليه السلام قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين ( أي قبل أن يوحي إلي ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين ) 

 ثم إن فرعون قال بأهل مصر ما علمت لكم من إله غيري وإني لأظن أن موسى هذا كاذب ، قال موسى عليه السلام أو لو جئتك بسلطان مبين قال فرعون فأت به إن كنت من الصادقين . فألقى موسى عليه السلام عصاه على الأرض فإذا هي ثعبان عظيم هائل ففزع عند ذلك فرعون ثم أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه ونزعها فإذا هي بيضاء للناظرين, فعتا فرعون وقال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً فقال له موسى عليه السلام موعدكم ( يوم الزينة ) وكان عيداً من أعيادهم وأن يجتمع الناس من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس ثم إن فرعون أرسل في كل البلاد التابعة لمصر ليستقدم إليه كل ساحر عليم بالسحر وكانت مصر في ذلك الزمان مملوءة بالسحره
قال محمد بن كعب :  كان عدد السحرة ثمانين ألف ساحر .
وقال القاسم بن أبي برده : كانوا سبعين ألف ساحر .
وقال السدى :  كانوا بضعة وثلاثين ألف ساحر .
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إنهم كانوا سبعين رجلاً وقال أيضاً كانوا أربعين غلاماً من بني إسرائيل أمرهم فرعون بأن يذهبوا إلى العرفاء يتعلمون السحر
الجزء الثامن والاربعون من هنا                الجزء السادس والأربعون من هنا 
فرعون,فرعون موسى,تاريخ الفراعنة,الفرعون,موسى وفرعون,الأثار الفرعونية
التالى
السابق
اضغط هنا للتعليقات

0 التعليقات: