فرعون موسى بين الحقيقة والخرافة الجزء السادس والأربعون

قال أهل الكتاب : إن موسى عليه السلام سأل ربه برهاناً على صدقه عند من يكذبه من أهل مصر فقال الرب عز وجل ما هذه التي بيدك ؟ ( قال : عصاي ) قال : ألقها إلى الأرض فألقاها فإذا هي حية تسعى فهرب موسى عليه السلام من قدامها فأمره الرب عز وجل أن يبسط يده ويأخذ بذنبها فلما استمكن منها ارتدت عصا في يده ثم أمره الله تعالى بإدخال يده في جيبه ونزعها فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير برص ولا بهق . ثم إن الله تعالى أمر موسى عليه السلام بالذهاب إلى فرعون ودعوته إلى أن يترك بني إسرائيل يرحلون معه وأن يعبدوا الله ودعوة فرعون وقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له فقال موسى عليه السلام : ﴿ قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون  * وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون [ القصص :33 -34 ]
فقال له الله عز وجل : ﴿ قال سنشدد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون [ القصص : 35 ]
ومن هذه الآيات يتضح لنا أن سيدنا موسى عليه السلام حين أمره ربه عز وجل بأن يذهب إلى فرعون قال ربي إني قتلت منهم نفساً وأخاف أن يقتلني فرعون وقومه وإن أخي هارون هو أفصح مني لساناً قيل أن موسى عليه السلام كان في لسانه لثغة تلك اللثغة كانت من جمرة وضعها على لسانه والتي كان فرعون أراد اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير فهم فرعون بقتله غير أن  السيدة ( آسية ) قالت له أنه طفل صغير ولا يدرك ما يفعل فاختبره فرعون بأن وضع بين يده ثمرة وجمرة من نار فهم موسى عليه السلام أن يأخذ الثمرة ولكن الله عز وجل صرف يد موسى عن الثمرة فأخذ الجمرة ووضعها على لسانه فأصابته لثغة في لسانه بسببها , وقد سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل أن يزيل بعض هذه اللثغة بمقدار أن يفهم كلامه الناس ولم يسأل زوالها كلية كما جاء في كتاب الله :
﴿ واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي [طه : 27-28 ]

ثم إن موسى عليه السلام قال يا رب آخي هارون أفصح مني لساناً فاجعله معي يصدقني حين يكذبني أهل مصر فاستجاب له الله عز وجل وأوحى إلى هارون بالنبوة.
سمعت أم المؤمنين ( عائشة ) رجلاً يقول للناس وهم سائرون في طريق الحج : أي أخ أمن على أخيه ؟ فسكت القوم ، فقالت( عائشة ) لمن حول هودجها : هو موسى بن عمران حين شفع في أخيه هارون فأوحى إليه وقال الله تعالى : ﴿ ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً [ مريم : 53 ]
ثم أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام اذهب أنت وأخوك إلى فرعون وأدعواه إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وأن يفك أسر بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاءوا .

ذكر السدى أن موسى عليه السلام لما قدم من ( مدين ) دخل على أمه وأخيه هارون فوجدهم يتعشيان من طعام الطفشيل ( اللفت ) فأكل معهما ، ثم قال : يا هارون إن الله أمرني وأمرك أن ندعو فرعون إلى عبادته فقم معي فقاما يقصدان باب فرعون فإذا هو مغلق فقال موسى للحاجب اعلمه أن رسول الله بالباب فأخذوا يسخرون منه ويستهزئون به . وقد زعم بعض الرواة أنه لم يؤذن بدخول موسى عليه السلام وأخيه هارون إلا بعد حين طويل لأنه لم يكن أحد يتجاسر على الاستئذان لهما . ويقول البعض أيضاً أن موسى عليه السلام تقدم إلى الباب فطرقه بعصاه فانزعج فرعون وأمر بإحضارهما 
الجزء السابع والاربعون من هنا                 الجزء الخامس والاربعون من هنا  
فرعون,فرعون موسى,تاريخ الفراعنة,الفرعون,موسى وفرعون,الأثار الفرعونية
التالى
السابق
اضغط هنا للتعليقات

0 التعليقات: