روى ابن أبي حاتم من ابن عباس قال : لم يؤمن
بموسى من أهل مصر سوى السحرة وثلاثة هم ( آسية بنت مزاحم ) زوجة فرعون ومؤمن آل
فرعون والرجل الذي قال لموسى بعد أن قتل المصري : " فأخرج أني لك من الناصحين
" كما أمن بنو إسرائيل جميعاً ويدل على هذا قول الله تعالى :
﴿ فما أمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملائهم أن يفتنهم وإن
فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين ﴾ [يونس : 83 ]
فلما تحقق موسى عليه السلام من كفر أهل مصر
وعنادهم قال :
﴿ وقال موسى ربنا إنك أتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً
في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ﴾ [يونس : 88 ]
وكانت هذه الدعوة على فرعون غضباً لله عليه
لتكبره عن اتباع الحق وصدره عن سبيل الله ومعاندته وعتوه وتمرده فاستجاب الله
تعالى دعوة موسى عليه السلام وأخيه هارون فقال الله : ﴿ قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ﴾ [يونس : 89 ]
غرق فرعون في البحر :-
ثم إن الله تعالى أراد إهلاك فرعون وقومه
فأوحى إلى موسى عليه السلام أن يسرى ببني إسرائيل ليلاً وأن فرعون سوف يتبعهم
﴿ فأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ﴾ [الشعراء : 52 ]
وجمع فرعون جنوده كي يتبع موسى عليه السلام
وبني إسرائيل فقال الله تعالى :
﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ﴾ [الشعراء- 57 : 58]
ولما ركب فرعون وجنوده
طالبين بني إسرائيل كانوا في جيش عرمرم قيل كانوا مليون وستمائة ألف مقاتل وكان
بنو إسرائيل ستمائة ألف مقاتل غير الذرية والله أعلم .
فأدرك فرعون بني إسرائيل عند شروق الشمس
وتراءى الجمعان ولم يبق ثمة ريب أو لبس وما بين كل من الفريقين صاحبه على مرمى البصر
فعندها قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : ﴿ إنا لمدركون ﴾ [الشعراء : 61]
فقال لهم موسى عليه السلام ﴿ كلا إن معي ربي سيهدين ﴾ [الشعراء : 62]
﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل
فرق كالطود العظيم ﴾ [الشعراء : 63 ]
فتقدم موسى عليه السلام ونظر إلى البحر وهو
يقول : هاهنا أمرت, وكان معه أخوه هارون ويوشع بن نون ومؤمن آل فرعون وهم وقوف
بنوا إسرائيل من ورائهم فلما اقترب فرعون وجنوده من بني إسرائيل وحي الله لموسى
" أضرب بعصاك البحر " فلما ضربه سيدنا موسى عليه السلام انفلق اثنا عشر
طريقاً وصار بين الطرق شبابيك ليرى بعضهم بعضاً وكان ماء البحر قائماً مثل الجبال
مكفوفاً بالقدرة العظيمة فلما صار البحر كذلك أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل
بالمرور من هذه الطرق التي في البحر فلما جاوز موسى عليه السلام البحر هو ومن معه
أراد سيدنا موسى أن يضرب البحر مرة أخرى حتى لا يمر فرعون وجنوده فقال له الله عز
وجل : ﴿واترك البحر
رهواً إنهم جند مغرقون ﴾ .
الجزء الثانى والخمسون من هنا الجزء الخمسون من هنا
فرعون,فرعون موسى,تاريخ الفراعنة,الفرعون,موسى وفرعون,الأثار الفرعونية
الجزء الثانى والخمسون من هنا الجزء الخمسون من هنا
فرعون,فرعون موسى,تاريخ الفراعنة,الفرعون,موسى وفرعون,الأثار الفرعونية


0 التعليقات: