فرعون موسى بين الحقيقة والخرافة الجزء السادس والخمسون

 
كيفية خروج موسى عليه السلام ببني إسرائيل
قلنا بأن مصر بدأت في شبه جزيرة سيناء وأنا أقول بأنها كانت قريبة من جبل الطور وكانت على ساحل خليج العقبة وأن بيت فرعون كان في آخر المدينة وأن بني إسرائيل كانوا يسكنون في منتصف المدينة أوفي آخرها ويدل على ذلك قول الله تعالى :
﴿ وجاء رجل من أقصى المدينة  يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إني لك من الناصحين [ القصص : 20  ]
هذه الآية تدلنا على أن فرعون كان يسكن في أقصى المدينة معنى ذلك أن موسى عليه السلام إما كان في منتصف المدينة أو في أقصاها من الناحية الأخرى, فحينما سار موسى عليه السلام ببني إسرائيل كان مسيره ليلاً فحينما أصبح الصباح تفقد فرعون بني إسرائيل فلم يجدهم فجمع جنوده وتبع أثرهم بقى لنا أن نقول بأن موسى عليه السلام حين سار ببني إسرائيل كان يسير بمحاذاة الساحل لماذا ؟ لأن الله حين أمر موسى عليه السلام أن يسير ببني إسرائيل لم يكن قد أعلمه بأنه سوف يضرب البحر ولم يوحي الله إلى موسى أن يضرب البحر إلا حينما رأى بنو إسرائيل فرعون وجنوده من بعيداً إذاً تكون كيفية سريان موسى ببني إسرائيل كما توضحه الخريطة
ومن المفترض حسب خريطة الرجوع لسيدنا موسى من مدين بأهله أن يكون مسار خروج بنى اسرائيل من مصر هو نفس مسار رجوع سيدنا موسى عليه السلام بأهله من مدين
 وعند غرق فرعون في البحر أراد أن يؤمن فقال  : ﴿ آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين [ يونس : 90 ]  
قال الله تعالى :
﴿ الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكن لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون [يونس : 91 – 92  ]
قال المفسرون في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية
 شك بعض بني إسرائيل في موت فرعون حتى قال بعضهم : إنه لا يموت فأمر الله البحر فرفعه على مرتفع ، قيل : على وجه الماء وقيل على نجوه من الأرض وعليه  ( درعه ) التي يعرفونها من ملابسه ليتحققوا بذلك هلاكه ويعلموا قدرة الله عليه ولهذا قال " فاليوم ننجيك ببدنك " أي مصاحباً  ( درعك ) المعروفة بك " لتكون لمن خلفك آية " أي لبني إسرائيل وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما . وهناك بعض العلماء بمن قالوا إن الله تعالى يقصد ببدنك أى بجسدك  وأنا أقول أن الله حينما قال لفرعون ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك " أي ننجيك  ( بجسدك ) وأن قول ابن عباس وبعض المفسرين بأن " ببدنك " هنا أي بدرعك فيه نظر وذلك لأن الدروع لم تكن معروفة في زمن سيدنا موسى عليه السلام وإن أول من صنع الدروع هو سيدنا داود عليه السلام وعلمها له الله تعالى وسيدنا داود كان بعد سيدنا موسى بزمن بعيد ويوضح ذلك قول الله تعالى عن سيدنا داود : ﴿ وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون [الأنبياء : 80 ] وبذلك تصبح كلمة " ببدنك " في الآية هي  (بجسدك ) وليس بدرعك إذ أن الدروع لم تكن قد صنعت في هذا العهد 
  وبذلك انتهى ملك من ملوك الأرض الجبابرة الذي ظن أنه إله وطغى وتجبر وعتا وعاث في الأرض الفساد وكذب رسول ربه فأملى له الله تعالى وأقام عليه الحجة  والبرهان فأبى واستكبر فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر فسبحان الذي أسمه الجبار فهو جبار على المنكسر ( بنو إسرائيل ) فجبر كسرهم وجبار على المنتقم ( فرعون )  فقصم ظهره .
وهناك رأى آثرت أن أضعه للأمانه فى آخر هذا الكتاب حتى أكون أخذت الموضوع من جميع جوانبه وهو
أخناتون هو نفسه موسى:-
وقائل هذا الرأي الغريب هو الأستاذ أحمد عثمان وهو مصري سافر إلى إنجلترا عام 1964 ودرس المصريات وأقام هناك، وألف كتابين: مضمون الأول يويا المصري هو نفسه (( يوسف )) عليه السلام، والثاني نشره عام 1989 شرح فيه نظريته من أن أخناتون هو نفسه موسى عليه السلام واختار له عنواناً جذاباً هو:
Moses, Pharaoh of Egypt. The mystery of Akhenaten resolved.
وقد رد عليه الدكتور رشدى بدران فى كتابه (هارون عليهما السلام من هو فرعون موسى ) قائلا
وبالرغم من وضوح فساد هذا الزعم فلا بأس من إيراد التصور الذي أورده كاتبه لبيان كيف يجنح الخيال بالبعض فيجعلهم يضعون تصورات غاية في الغرابة ويجعلنا نتساءل عن الدافع وراء كل هذا الافتعال.
يقول صاحب هذه الفرضية إن موسى قد أمضى طفولته في شرق الدلتا حيث تأثر بمعتقدات بني إسرائيل عن الإله وتشبع بها، ثم عاد إلى طيبة عاصمة مصر ومركز عبادة آمون وكان والده أمنحتب الثالث قد تدهورت صحته، وكان موسى هو الابن الثاني لأمنحتب الثالث من الملكة ( تي ) التي يقول إنها نصف مصرية ونصف إسرائيلية ! وأن الابن الأول لأمنحتب الثالث قد اختفى بطريقة غامضة، ومن هنا تخوَّفت الأم أن يصيب ابنها الثاني الذي هو موسى مكروه من كهنة آمون، ويرى أن كهنة آمون خافوا مغبة اعتلاء العرش شخص غير نقي الدماء المصرية تماماً أما وأباً، ورأى أمنحتب الثالث ما يتهدد العرش من غضب كهنة آمون فشايعهم في عدم تولي هؤلاء الأبناء العرش بل وأوحى إلى القابلات بقتل ابن الملكة إن كان ذكراً، ولما وُلد الابن الثاني – الذي هو موسى – ألقته أمه في النهر حيث سار به التيار من طيبة إلى أرض جوشن حتى التقطته أسرة من بني إسرائيل وتربى معها وتأثر بأفكار الإسرائيليين التوحيدية ولما ضعفت صحة أمنحتب الثالث استدعت الملكة ( تي) ابنها من الأسرة الإسرائيلية التي التقطته، ولكي تكسبه صفة لولاية العرش زوجته من أخته غير الشقيقة ( نفرتيتي) فهي ابنة امنحتب الثالث من زوجة مصرية وتولى موسى عرش مصر باسم أمنحتب الرابع ثم قام بثورته الدينية، وأعلن عن فكر التوحيد وحرَّم عبادة آمون وجميع الآلهة الأخرى، وتآمر عليه كهنة آمون، وأخبره الكاهن ( آي) بالمؤامرة ونصحه بالهرب إلى سيناء وتولى توت عنخ آمون العرش ثم الكاهن (أي) ثم ( حورمحب) ثم بدأت الأسرة التاسعة عشرة وتولى رمسيس الأول العرش، وهنا عاد موسى ليطالب بحقه في العرش، ولما لم يفلح في ذلك طلب من رمسيس الأول أن يسمح له بخروج بني إسرائيل من مصر تحت إمرته.
وهذه الفرضية المغرقة في الخيال مبنية على لخبطة الأوراق وقلب الأوضاع، فالأب المصري هو الذي يوحي بقتل ابنه أو يوافق الكهنة على فعلهم، والأم المصرية ألقت ابنها في النهر، والتيار يسير به حوالي 1000كم من طيبة حتى أرض جوشن، وأسرة إسرائيلية هي التي تلتقطه وتتبناه، والفرعون – الذي هو أخناتون – يهرب من مصر ثم يعود ليطالب بالعرش !
والهدف السياسي وراء كل هذا الافتعال غير خاف، فما دام موسى هو أخناتون، وأخناتون حكم مصر 17 سنة فإن لبني إسٍرائيل حقوقاً في مصر، ليس لأن موسى عاش بها، بل لأنه حكمها 
الجزء الخامس والخمسون من هنا        
     فرعون,فرعون موسى,تاريخ الفراعنة,الفرعون,موسى وفرعون,الأثار الفرعونية    
التالى
السابق
اضغط هنا للتعليقات

0 التعليقات: