إذا موسى عليه السلام ومن معه حضروا حادثة الغرق و يفترض أن يكونوا هم الشهود على موته أما الأسرة الفرعونية و الكهنة في مصر القديمة فلم يكن ليغير فيهم شيء عثورهم على بدن فرعونهم الغريق, و يكفي اختفائه و العدد الهائل المصاحب له في تلك الحادثة للاعتبار إن كان منهم نفر رشيد , لذلك رجحت أن يكون في حدث غرق فرعون ايه لمن حضر و عايش الأحداث و من أتى مباشرة بعد فرعون. و ربما أراد الكهنة تخليد فرعونهم فحنطوا شبيه له و ظلت هذه المومياء شاهد تذكر بالقصة .
1- ( دخل محمد ثم أحمد ) .
2- ( دخل محمد وأحمد ) .
3- ( دخل محمد فأحمد ) .
( ثم ) فى أول جملة تفيد تباعد الزمان أى دخل
محمد وبعده بفترة زمنيه دخل أحمد.
( الواو ) فى ثانى جمله تفيد المعيه هنا أى
دخل محمد وأحمد معا .
( الفاء )فى الجملة الثالثه تفيد سرعة الحدث أى دخل محمد وأحمد بعده مباشرة
فالله تعالى حين يقول
﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾
يقصد أنه نجاه ببدنه بعد الغرق مباشرة اللهم إلا إذا وضعنا تصور أخر وقلنا
﴿ وإن يوما عند ربك
كألف سنة مما تعدون ﴾
كنا قد تكلمنا عن موقع مصر وقلنا بأنها في شبه
جزيرة سيناء ولكننا لم نحدد موقعها في سيناء لذا وجب علينا هنا أن نظهر موقعها
تحديداً ولكن قبل ذلك لابد أن نوضح عدة نقاط هامة من هذه النقاط :-
أولاً : أن أحجام الرجال في زمان سيدنا موسى
عليه السلام لم تكن كأحجام الرجال الآن بل كانت أكبر بكثير
فقد قيل إن طول سيدنا
موسى عليه السلام عشرة أذرع والذراع يقرب من ستين سنتيمتر بذلك يكون طول سيدنا
موسى ستة أمتارً فمن غير المعقول أن يكون طول فرعون مترين بل لابد أن يكون في
مستوى طول سيدنا موسى عليه السلام وإلا لو كان فرعون مترين لاستطاع سيدنا موسى
عليه السلام أن يرفع فرعون بإصبعه ويلقيه في البحر دون عناء . وقد وردفي صحيح
البخاري قال حدثنا عبد الله بن محمد, حدثنا عبد الرازق, عن معمر, عن همام بن منبه,
عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً
ثم قال : اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك
وتحية ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزاده (
ورحمة الله ) فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن "
. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لو قلنا بأن الأعمار ترتبط بالأطوال لقلنا
إن آدم عليه السلام كان عمره ألف عام وطوله ستون ذراعاً وموسى عليه السلام كان
عمره مائة وعشرون سنة وطوله عشرة أذرع فبذلك يكون متوسط الأعمار في زمن سيدنا موسى
مائة وعشرون والأطوال تكون عشرة أذرع أي ما يقرب من ستة أمتارً .
ثانياً : كان بنو إسرائيل وقت خروجهم من مصر
ستمائة ألف مقاتل غير الذرية وقد جاء في القرآن الكريم وأسفار العهد القديم أنهم
قد أخذوا حلي " ذهب وغيره " من أهل مصر فلو قلنا بأن أطوالهم كانت ستة
أمتارً مثلاً فكم يكفي للرجل أن يلبس من الحلي كالذهب مثلاً أقل شيء يلبسه الرجل
كيلو جرام لصار مقدار الذهب والحلي الذي أخذوه من أهل مصر ستمائة ألف كيلو جرام قد
يكون هذا الكم الهائل كبيراً جداً على تخيلنا أو مداركنا ولكن إذا قلنا بأن قوم
أطوالهم ستة أمتارً صنعوا عجلاً ظنوا أنه إله يعبدونه فكم يكون طول هذا العجل لابد
أن يفوق العجل أطوالهم .
لنعتبر أن طول العجل خمسة أمتار وارتفاعه
ثلاثون متراً وعرضه خمسة أمتار وسمكه عشرون سنتيمتر مثلاً فكم سيكون وزن هذا العجل
الذي عبدوه؟ أنا أعتقد أن يكون وزنه أكثر
من الستمائة ألف كيلو جرام . وهذا ليس هو المهم ولكن المهم هو ما جاء في كتب أهل
الكتاب من أن الله تعالى هو الذي أمرهم بأن يأخذوا من أهل مصر الذهب وهذا ليس
وارداً بالمرة لأن الله تعالى لم يحل الغنائم إلا لنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم
حيث قال الرسول الكريم : " وأحلت لي الغنائم " إذا أراد اليهود أن
يثبتوا أن الله هو الذي أمرهم وهذا من غلطهم لأن الغنائم لا تحل لهم ولذلك حينما
صنعوا العجل وعاتبهم موسى على ذلك أرادوا أن يثبتوا له أن الذهب الذي أخذوه من أهل
مصر ليس من حقهم فماذا يصنعون به وقالوا له : ﴿ حملنا أوزاراً من زينة القوم ﴾ وبذلك يثبت أن الذهب والحلي الذي خرج به بنو إسرائيل من مصر لم يكن غنيمة
وإنما كان سرقة . ولم يقف اليهود عند هذه السرقة فقط فكلنا يعرف قارون فما هى قصته هذا نا سنتابعه فى الجزء القادم

0 التعليقات: