لم يُدع الألوهية بعكس فرعون موسى الذي قال: ﴿ أنا ربكم الأعلى﴾ كان
تحتمس الثالث على درجة عالية من الأخلاق والتواضع، حيث يقول عن نفسه: إني لم أنطق
بكلمة مبالغ فيها ابتغاء الفخر بما عملته فأقول إني فعلت شيئاً دون أن يفعله جلالتي
ولم آت بعمل فيه مظنّة، وقد فعلت ذلك لوالدي الإله آمون لأنه يعرف ما في السماء
ويعلم ما في الأرض ويرى كل العالم في طرفة عين (د. سليم حسن، مصر القديمة، جـ 4 ص
511)، وكان تحتمس الثالث رجل حرب قضى كثيراً من سنوات عمره في ميادين القتال وليس
أدل على تواضعه من أنه لم يُرجع الفضل في انتصاراته إلى مهارته بل أرجعها كلها إلى
تأييد إلهه آمون كما تشهد بذلك اللوحة التي أمر بإقامتها في معبد الكرنك وكتب
عليها قصيدة على لسان الإله آمون مخاطباً ابنه تحتمس الثالث فيقول له (مع اختصارها
):
وهذه القصيدة تبين تواضع تحتمس الثالث واعترافه بفضل الإله (آمون) عليه في
انتصاراته، فهو ليس ذلك المتكبِّر، المتجبر، مُدَّعي الألوهية، كما هو الحال مع
فرعون موسى.)


0 التعليقات: